أكثر العروض التي شَرُفتُ بحضور جلسات تصميمها وتدريبات الحركة عليها،
أذكر كم أظهر مجدي من مهارة فائقة في الأداء الدرامي، حَسِبه من شاهده ممثلاً محترفاً

كذلك محمد سالم، إلا أن الأخير كان يواجه صعوبة في حفظ الحركة، مما دفعنا للاستعانة بمن يلقنه الكلمات حتى يحافظ على خط الحركة أثناء التدريب
وفي الحفل، كان هو الشيطان الأعظم، محرك دمى النص

العرض أكثر من رائع
هنجاريات برامز التي اختارها مجدي لتصاحب العرض ساحرة
(عليت صوت المزيكا ف الحفلة وكنت مستمتعة جدا، حافظة النص تقريبا وقاعدة ف أول صف، مافيش صخب أعظم من كده، و ماخدتش بالي ان الناس اللي وارا بيقولوا مش سامعين، يا جماعة المزيكا على الحركة حلوة فعلاً))

اللي زاد، صوت اعلان كركر اللي غطى على تصوير بداية الفقرة، صوت محمد سعد وهوا راكب على صورة مجدي
الغريب ان ماحدش يعرف الصوت ده جه منين لحد دلوقت :))

لتدراك الأمر - وعلشان مجدي مايزعلش، أدرجت هنا تصويراً آخراً لافتتاحية النص


رقصة الألوهة

قصيدة نثر

تأليف/ محمد مجدي

أداء/ محمد مجدي – محمد سالم

إخراج/ اسلام رمضان













مُفتَتَح

"سأؤمنُ فقطْ بإلهٍ يتقنُ الرقصَ
عِندَما بَدَهتُ شيطاني
بدهْتُهُ : جادًا، ماضيًا ، عميقًا
كانَ روحَ الجذبْ
وخلالهُ: تسقطُ كل الأشياءْ
ليسَ السّخَط
بل الضحِكْ
بهِ نُردي
تعالوا لنُرد روحَ الجّذبِ"

نيتشه

__________

حاشيةْ
خلف سِتار: في الكفّ اليُمنى وردة
في الكفّ اليُسرى ...
منديلُ بكاءٍ مؤجّل
في جيبِ السُترة
اثنانِ وعشرونَ خنجرًا
ودميةٌ خشبيّةٌ
صوت: ألقوا...
رَفعُ سِتارْ
الآن تغتلمُ الأشياء
الآنَ: المنديلُ يمسح السنينَ عن الخنجر
الآنَ الوردةُ في العروة
والدميةُ
تلملم أوصالها
....
....
بُطُلَ السّحر


الحالُ : مُهَرّج

يَخرُجُ من خيمتِهِ
ويعاودُ ألوانَ السيركِ
جبهتهُ الواسعة ، وابتسامتُهُ : الصراخُ الأحمَرْ
يمشي على أعصابِ الجمهورِ
دونَ عصا
وعيونُهُمْ شِبَاكٌ
إنْ سقَط
لملمتْ أعضاءَهُ
ووشحّتهُ البكاءْ.

مُعلَّقا يظلّ
يتأرجحُ في خلاءِ صدرِهِ
"من قالَ أن الدمّ لا يصيرُ ماءً؟" يقولُ.
والوجوهُ السّهلةُ تقذفُهُ بفُتاتِ الضّحِكْ
"ولماذا أعضائيَ صمّاءٌ؟" يقولُ.
والقاعُ
صهيرُ حُلمٍ
كقوسِ قزحٍ ذائبْ
ينتهي العرضْ
بقفّازيهِ يلملم تراب أحزانِهِم
ويعودُ
لوجهِه الشاحبِ القديمْ.

لا يرى إلى اللونِ
على وجهِهْ
" ترابُ أزمنةٍ
وماءُ أماكِنْ" يقول.
يطوي روحَهُ
بجوارِ الأقنعةِ العتيقة
"لمْ أخطُ للأمام
لم أعدْ!" يقولْ.
يفكّ أعضاءَهُ،
وامتداداتِ وجههِ المُتعَبْ
يقشّرُ عن جلدهِ الضحِكْ
وينتظرُ البكاءْ.



حاشية
مَزجٌ: فقاقيعُ "أنا"\تباريحُـ هُمْ


الحالُ : سكرانْ

أُملودٌ
والنّارُ تقشّرُهُ
وتشققُ داخلُهُ
يمدّ فمَهُ
لتدخلَ قوافلُ الأشياءْ
"كلّما أمسكتُ الماءَ
صارَ وجعًا" يقول.
منهُ تتفرّعُ شظاياهْ
ويصيرُ شجرَ كلامٍ
يجهشُ بالخريفْ

من شفةِ الكأسِ ، يسقطُ
لقعرِ الرّوحْ ،
"هُنالكَ قمرٌ أعورٌ
تعوزُهُ العتمة"
يقولْ.

الوجوهُ تتراوحُ
وحدهُ
يعرفُ أنّهُ هنا
موجودٌ وفقطْ

إذّاكَ تأخذهُ الرعدةُ بالحقيقةِ الصفراءْ
فيحترقُ
إحتراقاً
أخضرًا


حاشيةْ
مبتدأ: الرّفعُ سلكُكُم
والضمّ حالُكُمْ
خَبَرْ : نصلُ الطريقِ
وحدي أجرعهْ
دمًا دمًا


الحالُ : دَرويشْ

ويدورُ
على قبّةِ ذاتِهِ
ينغرسُ هلالاً
في خاصرةِ الإجابةِ القريبة
ويمضي
ويطيرُ الفتحُ بخرقتِهِ
هوَ
كعجزِ نخلٍ يبقى
مُختَرقًا
بوحلِ الهباءْ

يدورُ
فَيوقَفُ
وتدورُ خلاياهُ
يخرجُ عن أوجهِ أغيارِهْ
عن الدبقِ الوثني للطين
ويفيحُ بدفءٍ خاصْ
"أبحرٌ ، والجسدُ واحد" يقول.
في كفّهِ
تنبتُ فلولُ شجرٍ هاربْ
فيميلُ الوجهْ
ويعاودُ غيبتهُ الأمْ
وتدورُ بأكملها الحضرةْ

رسمٌ فانٍ في عشبِ الأسئلةِ القديمة
في أوشالِ غربةٍ نورْ
يبقى.


__________


مختَتَمْ

"تعلَمتُ المشيَ،
مذّاكَ أطلقتُ للجريِ العنانْ.
تعلّمتُ الطيرانَ،
مذّاكَ لا أحتاجُ دفعًا لأبرحَ بقعةً.
الآنَ : خفيفٌ أنا
الآنَ : صدقًا - أطير
الآنَ صدقًا- أرى إليَّ- تحتي
الآنَ:
ها إلهٌ
يتراقَصُ فيَّ"


نيتشه(*)


Posted by مرسلة بواسطة مها مصطفى
Categories:

 

0 التعليقات:

 
>